تضيق القناة الشوكية: مقدمة، الأعراض، التشخيص وطرق العلاج

مقدمة

يعتبر تضيق القناة الشوكية أحد أكثر أمراض العمود الفقري شيوعًا خصوصًا عند كبار السن، من الممكن أن يحدث التضيق في أي منطقة من العمود الفقري ولكن تعتبر منطقة الفقرات القطنية في أسفل الظهر الأكثر تأثرًا وبالأخص الفقرات القطنية الرابعة والخامسة، تليها الفقرات القطنية الثالثة والرابعة.

يعتبر تضيق القناة الشوكية في منطقة الفقرات القطنية أكثر مسبب لإجراء جراحات العمود الفقري عند الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عامًا.

ينتج تضيق القناة الشوكية بسبب احتكاك وتضخم مفاصل الظهر التي تربط بين الفقرات، ونتيجةً لتضخم وارتخاء الأربطة بين الفقرات ممّا يؤدي الى الضغط على الأعصاب داخل القناة الشوكية وعند مخارج الأعصاب.

الأعراض

تكون الأعراض عبارة عن تشنجات وآلام/خدران في الساقين تزداد حدتها عند الوقوف لفترات طويلة أو عند السَير لمسافات معينة؛ يضطر الشخص المصاب حينها للجلوس أو الانحناء الى الأمام للتخفيف من حدة الأعراض، هذه الأعراض تكون مصحوبة -وبدرجاتٍ متفاوتة- بألم في أسفل الظهر.

قد ينتج أيضًا عن هذا التضيق إذا لم يتم التعامل معه بصورة طبية صحيحة، وفي مراحل متقدمة، مشاكل في السيطرة على البول والبراز أو ضعف في الأطراف.

التشخيص

يتم تشخيص تضيق القناة الشوكية في البداية بزيارة الطبيب المختص في جراحات العمود الفقري، حيث يقوم الطبيب المختص بالاستماع للسيرة المَرضية وإجراء الفحص السريري الدقيق الذي يشمل فحص الجهاز العصبي وفحص تروية الأطراف، من ثم يطلب الطبيب الصور الإشعاعية مثل صور الرنين المغناطيسي اللازمة لتأكيد التشخيص وليتم تحديد الخطة العلاجية بناءً على كل ما سبق.

العلاج

يمكن علاج تضيق القناة الشوكية أسفل الظهر بطرق تحفظية (غير جراحية) أو بطرق جراحية بناء على دراسة كل حالة على حِدة.

تكون العلاجات التحفظية عبارة عن علاجات دوائية فموية ويمكن أن تكون مصحوبة بالعلاج الفيزيائي، إحدى الطرق غير الجراحية هي بحقن القناة الشوكية بأدوية معينة للتخفيف من حدة الأعراض، من الممكن استخدام طريقة الحقن هذه في حالات معينة والتي لا يستطيع فيها المريض أو لا يرغب بإجراء التداخلات الجراحية.

أما بالنسبة للعلاج الجراحي فيتم عن طريق الجراحة الميكروسكوبية، ويتم من خلالها إزالة الضغط الحاصل على الأعصاب وإزالة التضيق عند مخارج الأعصاب، وهي من الجراحات الشائعة جدًا في العمود الفقري ويخرج المريض في أغلب الأحيان من المستشفى خلال 24 ساعة أو أقل.

مثال (الحالة موضّحة في الصورة المُرفقة):

صورة الرنين المغناطيسي تعود لسيدة تبلغ من العمر 65 عام والتي كانت تعاني من الأعراض السابق ذكرها. أظهرت صورة الرنين وجود تضيق شديد في القناة الشوكية بين الفقرات القطنية الثالثة/الرابعة والرابعة/الخامسة. بعد سماع السيرة المرضية من المريضة وإجراء الفحص السريري الدقيق لها تم التوافق على إجراء عملية جراحية ميكروسكوبية لإزالة الضغط عن الأعصاب وتحرير مخارج العصب، وقد غادرت المريضة المستشفى خلال أقل من 24 ساعة من العملية مع تحسن كامل في الأعراض ولله الحمد.

-----------------

كتابة: د. أحمد محمد الطراونة، أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري

-----------------

المراجع:

  1. Wu L, Cruz R. Lumbar Spinal Stenosis. 2021 Aug 25. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan–. PMID: 30285388.
  2. Raja A, Hoang S, Patel P, Mesfin FB. Spinal Stenosis. 2021 Dec 19. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan–. PMID: 28723018.
  3. Mazanec DJ, Podichetty VK, Hsia A. Lumbar canal stenosis: start with nonsurgical therapy. Cleve Clin J Med. 2002 Nov;69(11):909-17. doi: 10.3949/ccjm.69.11.909. PMID: 12430977.
  4. Inoue G, Miyagi M, Takaso M. Surgical and nonsurgical treatments for lumbar spinal stenosis. Eur J Orthop Surg Traumatol. 2016 Oct;26(7):695-704. doi: 10.1007/s00590-016-1818-3. Epub 2016 Jul 25. PMID: 27456169.
  5. P S Ramani. Current Trends in Surgical Management of Lumbar Canal Stenosis. CBS PUBL & DIST PVT LTD I, 2018.

مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري #أخصائي جراحة الأعصاب والعمود الفقري

علاج جديد للشلَل: بارقة أمل تلوح بالأفق بعد أن تعثّر العلاج أمدًا طويلًا

نُشرَت في الأيام القلائل المُنصرِمة عبر موقع Science دراسة تابعة لجامعة Northwestern تنبىء باقتراب الباحثين من حل لغز الشلل وعلاجه، الدراسة التي كان صداها مدويًّا أُجريَت على الفئران وكانت النتائج إيجابيّة فيما بدَت، وأعرب الباحثون عن سعيهم في الخطوة القادمة للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بغية المضيّ قُدُمًا للبدء بالتجارب السريريّة البشريّة على المرضى ممّن انعدمت لديهم الوسائل العلاجيّة، لعلّ الدواء الجديد يقدّم حلولًا شافية تحُدّ من حالات الشلل الناجمة عن الأمراض والحوادث والإصابات المباشرة التي قد يتعرّض لها البعض.

اعتمد الباحثون على إعطاء مجموعة من الفئران المشلولة جرعات أُحاديّة من الدواء الجديد في المنطقة حول الحبل الشوكي، لتتمكّن هذه الفئران -بعد 4 أسابيع- من استعادة قدرتها على الحركة والمشي في سابقة لفتت الأنظار وأحيَت الأمل في نفس كل عليلٍ يتوق للحركة وقد أقعده الشلل لسببٍ ما.

استشارة دكتور دماغ وأعصاب

يرتكز مبدأ العلاج التجريبي الجديد للشلل على إصلاح العطَب في الحبل الشوكي عبر إرسال إشارات حيويّة نشِطة لتحفيز خلاياه لأن تبدأ بإصلاح نفسها وتتجدّد، وذلك من خلال قدرته على إجراء التغييرات التالية:

  1. تجديد المحاور العصبيّة Axons المبتورة أو ما تُعرّف على أنّها الامتدادات العصبيّة في العصبونات.
  2. إزالة الأنسجة النَدَبيّة التي تشكِّل حاجزًا يمنع إمكانيّة تجديد وإصلاح الخلايا المُتضرّرة في الحبل الشوكي.
  3. إعادة تكوين المَيَلين Myelin حول الخلايا، ويُعرّف الميلين على أنّه الطبقة العازلة التي تحيط بالمحاور العصبيّة وتتلخّص أهميّتها من خلال دورها في نقل الشارات الكهربيّة بفاعليّة.
  4. تكوين الأوعية الدمويّة لإيصال العناصر الغذائيّة الضروريّة للخلايا في موقع الإصابة.
  5. إنعاش عدد أكبر من الخلايا العصبيّة الحرَكيّة.

يُشَار إلى أنّ مصير جزيئات الدواء المُستعمَل لا تتسبّب بأيّ آثارٍ جانبيّة ملحوظة، بل إنّها تتحلّل وتتحوّل إلى عناصر غذائيّة تُفيد الخلايا خلال 12 أُسبوعًا، لتختفي بعد ذلك تمامًا من الجسم.

آليّة عمل دواء الشلل الجديد

ترتكز آليّة عمل الدواء الجديد على حقن مادّة تحتوي على جزيئات تتحرّك بخفّة وسرعة لتُتاح لها فرصة الارتباط مع المُستقبلات الخلويّة بمعدلات أعلى؛ إذ يشير الباحثون إلى أنّ التركيبة الدوائيّة السائلة للعلاج الجديد سُرعان ما تتحوّل إلى مادّة هلاميّة على هيئة شبكة معقّدة من الألياف النانويّة التي تحاكي المصفوفة الخلويّة الخارجيّة للحبل الشوكي، بحيث تتمكّن شبكة الألياف النانويّة هذه من ضبط الحركة الجماعيّة لِما يزيد عن 100 ألف جزيء لتغدو أكثر قدرة على الارتباط بفاعليّة مع المُستقبِلات في العصبونات.

وقد أعرَب الفريق البحثيّ المُشرف على الدراسة بأنّ التركيبة الدوائيّة للعلاج المُبتكَر تمكّنت من إبداء فاعليّة أعلى بزيادة النشاط الحيوي للجزيئات والإشارات الخلويّة فيما بين الخلايا، وذلك لدى اختبارها على الفئران المشلولة أو حتى عند تجربتها على الخلايا البشريّة مخبريًا In vitro.

يُفترَض أن تتمكّن المادّة العلاجيّة -حال حقنها- من أداء مجموعة من الوظائف، منها تحفيز إعادة بناء المَيلين المُحيط بالخلايا العصبيّة وتقليل التندُبات الدبقيّة Glial scars التي تحدّ من قدرة الحبل الشوكي على الشفاء.

أمّا الوظيفة الرئيسيّة للعلاج الجديد فهمي تكمُن بقدرة تركيبته على ضبط حركة الجزيئات وتمكينها من إيجاد المُستقبلات الخلويّة التي تتحرّك باستمرار والتعامل معها بفاعليّة حال ارتباطهما، لتتحفّز نتيجةً لذلك إشارتين مُتتاليتَين تنطلق كُل منهما لتبدأ إصلاحات مهمّة في الحبل الشوكي المُتضرّر، تتوزّع مهام هذه الإشارات المُنبثقة عن ارتباط الجزيئات المتحرّكة مع المُستقبلات بكل من التالية:

  • الإشارة الأُولى: تحفيز تجديد المحاور العصبيّة في الحبل الشوكي لتتمكّن من إرسال الإشارات العصبيّة للدماغ، ما يرفع من كفاءة التواصل بين أجزاء الجسم والدماغ بالتالي تعزيز القدرة على تحريك الأعضاء المشلولة.
  • الإشارة الثانية: مساعدة الخلايا العصبيّة على النجاة بعد تعرّضها للإصابة؛ وذلك عبر تحفيز تكوين الوسط اللازم لإعادة بناء الأنسجة التالفة، مثل تحفيز إعادة تكوين الأوعية الدمويّة اللّازمة لتغذية العصبونات لتستعيد قدرتها على أداء وظائفها، إضافة إلى تحفيز انتشار أنواع أُخرى من الخلايا الضروريّة لإعادة الحياة للخلايا العصبيّة المُتضرّرة.

جراحة الدماغ والأعصاب

العالم ينتظر العلاج، فهل يكون قريبًا؟

يُشَار إلى أنّ ما يقرُب من 500 ألف شخص حول العالم يعانون من إصابة ما في الحبل الشوكي سبق وأن تسبّبت بإعاقتهم عن الحركة الطبيعيّة، وتُعزَى معظم هذه الحالات من إصابات الحبل الشوكي إلى الحوادث المروريّة، الإصابات المباشرة نتجية العنف أو السقوط من مكان مرتفع وغير ذلك.

يسعى العلماء والباحثين منذ عقودٍ مضَت إلى محاولة التوصُّل لِما يمكن أن يُحسّن من حياة المرضى غير القادرين على الحركة جرّاء إصابة الحبل الشوكي لديهم؛ إذ إنّه وإلى جانب ما تجرُّه هذه الإصابات من مشاكل صحيّة متعدّدة تطَال الحالة النفسيّة للمرضى، فإنّ العبء الصحيّ والمبالغ الماليّة المترتبّة لتغطية ما يحتاجه مرضى الشلل خلال حياتهم قد يصِل حتى ملايين الدولارات للمريض الواحد! ما يعني بأنّ إيجاد العلاج يُعدّ أمرًا ضروريًّا، فهو إلى جانب إيجابيّته في تعزيز فرص المرضى للحصول على حياة طبيعيّة وتخليصهم من الشلل، يساهم في تخفيض المخصّصات الماليّة المُعدّة للتخفيف عن هؤلاء المرضى ورعايتهم لتذهب لمرضى آخرين ربمّا كانت أمراضهم أشدّ فتكًا، خصوصًا في الدول ذات الدخل المتدنّي أو حتى المتوسّط.

المراجع

  1. “Dancing molecules” successfully repair sever spinal cord injuries. (2021). Retrieved from Northwestern Now: https://news.northwestern.edu/stories/2021/11/dancing-molecules-successfully-repair-severe-spinal-cord-injuries/&fj=1
  2. Spinal cord injury. 2013. Retrieved from World Health Organization: https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/spinal-cord-injury
  3. Alvarez Z, et al. (2021). Bioactive scaffolds with enhanced supramolecular motion promote recovery from spinal cord injury. Science, 347(6569): 848-856. Retrieved from DOI: 10.1126/science.abh3602

مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #الشلل #دكتور دماغ وأعصاب #جراحة الدماغ والأعصاب

فحوصات جديدة تُسهّل مَهمّة الكشف عن مرض ألزهايمر بواسطة عينات دم وقبل 20 عامًا من ظهور الأعراض

في سعي العُلماء الدؤوب لكبح جِماح الأمراض المُستعصية التي تضرب الدول في أغلى ما تملكه "الإنسان"، تتواصل الاكتشافات العلميّة التي تزُف بين الحين والآخر بُشرى لقاطني هذا الكوكب عن إيجاد علاجٍ لمرضٍ ما أو لقاحٍ لآخر أو فحصٍ جديد لمرضٍ لم يسبِق أن تسنَّى لنا إمكانيّة الكشف عنها من قبل، ولعلّ مرض ألزهايمر Alzheimer هو أحَد الأمراض التي تؤرّق الكثير من الأشخاص خصوصًا مع التقدُّم في السّن؛ إذ إنّ الفئة العُمريّة التي تجاوزت 65 عامًا تُعدّ الأكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر الذي يندرج تحت أمراض الشيخوخة التي تُصيب الدماغ، بِحَسَب الإحصائيّات الرسميّة فإنّ شخصًا واحدًا كُل 3 ثوانِ يُصاب بالخرَف في مختلف أقطار العالم الذي وصَل تِعداد مُصابي ألزهايمر -وأمراض الشيخوخة الأُخرى- فيه ما يقرُب من 50 مليون شخص.

فحص دم للكشف عن ألزهايمر

أعلنت شركة C2N المُختّصة في تطوير الفحوصات والأدوات التشخيصيّة لمرض ألزهايمر والأمراض التنكُّسية العصبيّة الأُخرى عن طرحها للفحص الأول من نوعه للكشف عن ألزهايمر لدى الأشخاص المُشتَبَه بإصابتهم.

يعتمد الفحص على قياس المؤشرات الحيويّة التي تُشير إلى تواجد لُويحات من بروتين الأميلويد Amyloid في الدماغ إضافة إلى قدرته على كشف الاختلاف الجيني الذي قد يرفع من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؛ فهو يستند على معرفة تركيز نوعين من الأشكال الإسوية Isoforms لبروتين أميلويد-بيتا (Aβ42 و Aβ40) التي تتجمّع لتُكوِّن لُويحات من الأميلويد في مناطق مُعيّنة من الدماغ، ليتّم بعد ذلك إيجاد متوّسط التركيز بين كِليهما Aβ42/Aβ40، تُدمَج نتيجة العملية الحسابيّة السابقة مع عاملين آخرين قبل التوُصل للتشخيص النهائي، وهُما: وجود الأشكال الإسوية لصميم البروتين الشّحمي E (Apolipoprotein E) -عبارة عن ببتيدات موجودة في الدم- من عدمها، إضافة إلى عُمر المريض، تكون النتيجة رقميّة وتُدعَى "قيمة احتماليّة تواجد الأميلويد APS" والتي طُوّرَت بواسطة خوارزميّة خاصّة من قِبل شركة C2N وتترواح بين 0 "احتماليّة منخفضة" إلى 100 "احتماليّة مُرتفعة"، وتُدلّل هذه النتيجة على احتماليّة تواجد الأميلويد "Amyloid positive" من خلال التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET.

على الرغم من أنّ سعر الفحص يُعدّ مُرتفعًا نوعًا ما، إذ تصِل قيمته 1250 دولار أمريكي، إلّا أنّ القائمين على تطويره يُعدّونه اكتشافًا مُذهلًا نظرًا للعقبات التي كانت تُرافق تشخيص ألزهايمر؛ إذ تُضيف عالمة الأعصاب سوزان شيندلر التي تعمل في كلية الطب في جامعة واشنطن وأحد المُشرفين على الدراسة بأنّ التحدّيات التي كانت تُواجهها الفحوصات التشخيصيّة للكشف عن ألزهايمر كانت إمّا معقّدة في جزءٍ منها أو ذات تكلفة عالية، فمثلًا سَبَق الاعتماد على فحصين للكشف عن ألزهايمر الناجم عن تغييرات في الدماغ، وهُما: فحص المؤشرات الحيويّة في السائل النخاعي الشوكي والذي يتطلّب أخذ عيّنة من السائل الشوكي أسفل الظهر (البَزل القطَني)، أمّا الفحص الآخر فقد كان يعتمد على التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET بعد حقن مادة مُشعّة في جسد المريض، وهو يُكلّف آلاف الدولارات ويُجرَى في مراكز مُتخصِّصة، بالتالي بعد كُل هذا العناء يُعدّ الاعتماد على عيّنة دم للكشف عن ألزهايمر أمرًا يبعث على الراحة لدى الأوساط المُعرّضة للإصابة بهذا النوع من الأمراض.

فحص آخر قد يكشف عن مرض ألزهايمر قبل ظهور أعراضه ب 20 عام

وفي دراسة أُخرى أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة Lund في السويد على 1402 مُشترك، تمكَّنوا من الحصول على نتائج جيّدة بعدما اعتمدوا على فحص دم يكشِف عن وجود بروتين يُسمّى "تاو" Tau، الفحص أخذ اسم p-tau217 وتمكَّن من تحديد فيما إذا كانت التغيُّرات الإدراكيّة وفقدان الذاكرة التي قد تحدُث للبعض نتيجة مرض ألزهايمر من عدمه وبدقَّة عالية.

فحص الدم p-tau217 يتضمَّن مجموعة من الخطوات إلى حِين ربط النتائج مع بعضها البعض، ويشمل ذلك مقارنة مجموعة من العوامل المُترابطة في هذا الشأن، إلّا أنّ هذا الفحص يحتاج لمزيد من التطوير والبحث، إذ يعتقد القائمون على الدراسة بأنّه قد يكون المفتاح المُفضِي للتنبؤ بإمكانيّة الإصابة بأحَد الأمراض الإدراكيّة مثل آلزهايمر قبل ظهور أعراضه بفترة قد تصِل إلى 20 عامًا، وهو ما يُعدّ إنجازًا علميًا وطبيًا سيُساهم في تقليل عدد إصابات الخَرَف التي من المُتوّقع أن تتجاوز حدود 100 مليون بحلول 2050.

نبذة عن مرض ألزهايمر وأسبابه

يُعدّ مرض ألزهايمر أحَد أكثر أمراض الشيخوخة أو الخرَف شُيوعًا، وعلى الرغم من ارتباط عامل التقدُّم في السّن مع ارتفاع خطر الإصابة بالألزهايمر، إلّا أنّه لا يُعدّ حِكرًا على تلك الفئة التي تجاوزت خمسة وستين عامًا، إذ إنّه وبحسب القراءات الرسميّة فإنّ ما يُقارب من 200000 شخصًا ممّن تقِل أعمارهم عن 65 عامًا مُصابون بالزهايمر في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة لوحدها، يُذكَر بأنّ مرض آلزهايمر أخذ اسمه نسبةً إلى عالم الأعصاب الألماني ألويس ألزهايمر Alois Alzheimer الذي كان أول مَن وصَف حالة فقدان الذاكرة والتغيُّرات الدقيقة التي تحدث في الدماغ عام 1906.

يعتقد العُلماء بأنّ السبب الرئيسي لمرض ألزهايمر هو فقدان أجزاء مُعيّنة من خلايا الدماغ لقدرتها على العمل وأدائها لوظائفها بصورة طبيعيّة ما يؤدّي في النهاية إلى موتها؛ تُمثِّل هذه الخلايا مصانع لإنتاج الطاقة وغيرها من العمليّات الحيويّة المُهمّة الأُخرى، إلى جانب وظيفة هذه الخلايا الرئيسيّة في مُعالجة وتخزين المعلومات والتواصل مع الخلايا الأُخرى والحِفاظ على المُستويات اللازمة من الأكسجين اللازم لاستمراريّة هذه العمليّات، لا يعلم العُلماء مكان بدء تلف الخلايا في الدماغ على وجه التحديد لغاية اللحظة.

تُشير البحوث التي تتوالى على مرضى الزهايمر إلى أنّ المُسبّب الرئيسي لتلف الخلايا العصبيّة في الدماغ يعود لتراكم الُلويحات Plaques والحبائك Tangles إمّا بين الخلايا العصبيّة أو بداخلها، الُلويحات عبارة عن أجزاء من بروتين اسمه أميلويد-بيتا Amyloid-Beta تتراكم في الفراغات بين الخلايا العصبيّة، أمّا الحبائك فهي نتيجة تراكم بروتين آخر يُدعَى Tau ويتراكم داخل الخلايا.

تبدأ أعراض مرض ألزهايمر بفقدانٍ طفيف للذاكرة في مراحله المُبكّرة، إلّا أنّ الأعراض تسُوء بشكلٍ ملحوظ مع الأيام، لتغدو أعراضًا واضحة تتمثّل بانعدام قدرة المريض على الاستجابة للأشخاص من حوله وفقدانه لقدرته على إكمال أيّ حديث كان في السابق يستطيع إدارته بكُل سُهولة، وغالبًا ما يُصبح التعامل مع مريض الزهايمر غاية في الصعوبة لفقدانه القدرة على التعرُّف على المُقرّبين من المُحيطين به من العائلة أو الأصدقاء.

على الرغم من السير الحثيث للعُلماء في طريق البحث نحو إيجاد العلاج المناسب لمرض ألزهايمر، إلّا أنّه ولغاية اللحظة لم تتكلّل جهودهم بالنجاح، إذ يقتصر علاج ألزهايمر على أدوية مُعيّنة تُعيق تطوُّر أعراض الخَرَف وتُبطؤها على نحوٍ يُحسِّن من الحياة اليوميّة لمرضى ألزهايمر وأولئك المسؤولون عن رعايتهم.

--------------------------------------

كتابة: ليلى عدنان الجندي، بتاريخ: 7 ديسمبر 2020

--------------------------------------

المراجع

  1. Shindler S, et al. 2019. High-precision plasma β-amyloid 42/40 predicts current and future brain amyloidosis. Neurology. 93(17). Retrieved from https://n.neurology.org/content/93/17/e1647#sec-23
  2. The PrecivityAD™ Blood Test Answers Calls from Patients, Advocates, and Physicians Who Want Earlier Answers. 2019. Retrieved from https://precivityad.com/physicians
  3. Alzheimer’s Association. (n.d.). What is Alzheimer’s Disease? Retrieved from https://www.alz.org/alzheimers-dementia/what-is-alzheimers
  4. Brightfocus Foundation. 2019. Alzheimer’s Disease: Facts & Figures. Retrieved from https://www.brightfocus.org/alzheimers/article/alzheimers-disease-facts-figures
  5. Hansson O, et al. 2020. Discriminative Accuracy of Plasma Phospho-tau217 for Alzheimer Disease vs Other Neurodegenerative Disorders. JAMA. Retrieved from https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2768841?guestAccessKey=42d098cb-7eca-4a1c-9d7b-9951b104b003&utm_source=For_The_Media&utm_medium=referral&utm_campaign=ftm_links&utm_content=tfl&utm_term=072820
  6. Harvard Health Publishing. 2020. Blood test could find Alzheimer’s disease before symptoms appear. Retrieved from https://www.health.harvard.edu/mind-and-mood/blood-test-could-find-alzheimers-disease-before-symptoms-appear

مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #مرض آلزهايمر #أمراض الشيخوخة #اختصاصي دماغ وأعصاب #فحص الدم p-tau217

أعراض التصلُّب اللويحي وأنواعه

يُصنّف التصلُّب اللويحي بأنّه أحَد الأمراض المُزمنة بحيث يتسبّب بحدوث خلل ما يؤدّي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للطبقة المُحيطة بالألياف العصبيّة المُسمّاة "ميالين"، ما يؤثّر بشكلٍ رئيسيّ على الجهاز المركزي العصبي (المكوّن من الدماغ والنخاع الشوكي) مُسبّبًا مشاكل صحيّة عديدة نتيجة عدم قدرة الدماغ على إرسال الإشارات العصبيّة لمختلف أنحاء الجسم.

يُعاني المُصابين بمرض التصلُّب اللويحي من مجموعة من الأعراض والعلامات التي تختلف حسب نوعه، إذ يتضمّن أنواعًا مختلفة، منها:

  1. التصلُّب اللويحي المتعدد، المُتكرّر الانتكاس والهدوء: يُعدّ هذا النّوع هو الأكثر انتشارًا بين الأنواع الأُخرى، ويتضمّن إصابة المريض بفترات من الانتكاس يليها فترة سكون للمرض، بحيث لا تظهر على المريض أي أعراض تُذكَر خلال فترة السكون.
  2. التصلُّب اللويحي المُتعدّد المُترقّي الأساسي أو الانتكاسي: أمّا هذا النوع فيتضمّن تصاعد شدّة الأعراض مع الوقت، وتكون فترات سكون المرض قصيرة.
  3. التصلُّب اللويحي المتعدّد المُترقّي الثانوي: ينتقل المَرضى لهذا النّوع بعد إصابتهم بالتصلُّب اللويحي المُتعدّد المُترقّي الأساسي أو الانتكاسي، ويتضمّن الإصابة بنوبات انتكاسيّة مصحوبًا بازدياد الأعراض سُوءًا ما ينجُم عنه بعض الإعاقات الحركيّة.

الأسباب

لا تزال الأسباب الرئيسيّة وراء الإصابة بالتصلُّب اللويحي غير معروفة، إذ تشترك العديد من العوامل في رفع معدّل الإصابة طِبقًا للحالات المعروضة، إلّا أنّ أكثر ما يميل له العلماء هو الاستعداد الجيني لدى بعض الأشخاص من خلال امتلاك مجموعة معيّنة من الجينات إلى جانب مُحفّزات بيئيّة مُحيطة بحيث تجعلهم أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بالتصلُّب اللُويحي.

يُمكن تِعداد مجموعة من العوامل التي ما زالت قيد الدراسة والبحث ممّن رُجِّح ارتباطها مع الإصابة بالتصلُّب اللويحي المُتعدّد:

  • الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسيّة مثل: فيروس إبسين-بار، فيروس الهربس 6 والمفطورة الرئويّة؛ إذ إنّ مثل هذه الإصابات الفيروسيّة قد تُربِك الجهاز المناعي وتتسبّب بإيقاف عمله المُفتَرض.
  • انخفاض مستوى فيتامين د، إذ توّصلت بعض الدراسات إلى أنّ الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالتصلُّب اللويحي قد يتجنّبون الإصابة في حال انتقالهم لمناطق يستطيعون من خلالها الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس؛ إذ إنّ فيتامين د يرفع من قوّة وفاعليّة الجهاز المناعي.
  • التدخين؛ يُعدّ المُدّخنين أكثر عُرضةً من غيرهم للتعرُّض لمشاكل الدماغ.
  • انخفاض مستويات فيتامين ب12؛ إذ إنّ الجسم يستخدم هذا الفيتامين في إنتاج الميالين المسؤول عن حماية الألياف العصبيّة.

الأعراض

تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على المرضى المُصابين بالتصلُّب الُلويحي، إذ قد تتفاوت من مريضٍ لآخر من حيث شدّتها والعضو المُتضرّر، إلّا أنّه من الممكن تِعداد مجموعة شائعة من الأعراض التي قد يتشاركها المَرضى بمعدّل أعلى من غيرها، منها:

  • صعوبة في المشي.
  • مشاكل في التحكُّم في التبوُّل.
  • خدَر وتنميل في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • تصلُّب وتشنُّج في العضلات.
  • مشاكل في النظر.
  • الشعور العام بالإجهاد والإرهاق.
  • صعوبات في التفكير والتعلُّم وغيرها من المهارات الفكريّة.

العلاج

ما زالت الأبحاث جارية في سبيل التوّصُّل للعلاج التام من مرض التصلُّب اللويحي، إلّا أنّه لغاية الآن تقتصر العلاجات المُتاحة على التخفيف من الأعراض ومُساعدة المَرضى بالحِفاظ على مستوىً جيّد من القدرة على العمل والقيام بالأنشطة المختلفة قدر المُستطاع؛ وذلك من خلال مجموعة من الأدوية التي تُساعد في تجنيب المريض نوبات الانتكاس التي قد تُصيبه وتخفيف الأعراض المُصاحبة، وتشتمل الأدوية الأكثر شُيوعًا في علاج التصلُّب الُلويحي على التالية:

  • انترفيرون بيتا.
  • كلادريبراين.
  • دالفامبرايداين.
  • داي ميثيل (ثُنائي ميثيل) فيوماريت (عبر الفم).
  • جلاتيرامر.
  • مايتوكسانترون (عبر الوريد).

أيضًا يُمكن أن يعتمد اختصاصي الدماغ والأعصاب على بعض الستيرويدات لجعل نوبات التصلُّب اللويحي أقل شدّة ولفترة أقصر.

إلى جانب العلاج الدوائي قد يعتمد المريض على نوعين آخرين من العلاجات، أحَدها العلاج الطبيعي؛ للتغلُّب على الإجهاد والألم الدوري الذي يشعر به، والعلاج الوظيفي؛ للتغلُّب على صعوبات الحركة والمشي التي قد تُصيب مريض التصلُّب اللويحي.

تجدر الإشارة إلى أنّ استجابة المرضى للأنواع المختلفة من الأدوية تختلف من شخص لآخر، لِذا يُنصَح دائمًا باعتماد الدواء الأفضل اعتمادًا على نصيحة الاختصاصي المسؤول عن الحالة.


مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #اختصاصي الدماغ والأعصاب #خدَر وتنميل #التصلُّب اللويحي

القيلة النخاعيّة السُحائيّة (القيلة العصبية)

تُعدّ حالة القيلة النخاعية السحائيّة أو القيلة العصبية أحَد اختلالات الجهاز العصبي التي تظهر لدى بعض الأجنّة مع الأًسبوع الرابع من الحمل جرّاء عدم انغلاق بعض من الفقرات في العمود الفقري، ممّا يؤدّي إلى خروج جزء من النخاع الشوكي برفقة الغشاء السحائي على شكل كيس بحيث يظهر بارزًا من الجلدالموجود في أسفل الظهر، وغالبًا يكون حول الفقرات العجزية القَطَنيّة.

وتُعتبر القيلة العصبية أحَد أكثر أنواع الصُلب المشقوق حدّة، وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة: الصُلب المشقوق المُستتر، القيلة السُحائية والقيلة النخاعيّة السحائية، ولكلٍ منها طريقة مختلفة في العلاج حسب شدّتها ومُضاعفات الحالة.

أسباب القيلة العصبية

يعزو الكثير من الاختصاصيين والباحثين في هذا المجال إنجاب أطفالٍ مُصابين بالصُلب المشقوق أو أحَد أنواعه مثل القيلة السحائية النخاعيّة إلى عدم تناول الأم لأقراص حمض الفوليك سواءًا أثناء فترة الحمل أو قبلها؛ ويُعرّف حمض الفوليك بأنّه أحَد أشكال فيتامين B 9 الذي يتوافر إمّا بشكل طبيعيّ في الأطعمة مثل الورقيّات المختلفة كالسبانخ والبروكلي أو في الفواكه مثل الموز والبطيخ وغيرها من المصادر الأُخرى. وتتسبّب نقصان مستوياته في الجسم لدى المرأة الحامل إلى إصابة الجنين بتشوُّهات في القناة العصبيّة قد تُرافق الطفل مُضاعفاتها على مدىً طويل من حياته.

أعراض القيلة العصبية

غالبًا ما تترافق القيلة العصبية أو الصُلب المشقوق مع عدد من الأعراض، أهمّها:

  • استسقاء الدماغ.
  • مشاكل في التحكُّم في التبوُّل والإخراج.
  • فقدان الإحساس في الساقين، وفقدان جزئي أو كلّي للحركة بهما.
  • صعوبات تعلُّم.
  • حساسية تتراوح بين الطفيفة إلى الشديدة جدًا تِجاه مادة اللاتكس.
  • خلل في تركيب الجزء المسؤول عن التوازن في الدماغ أو ما يُعرف تشوُّه خياري.

علاج القيلة العصبية

يلجأ اختصاصيي جراحة الدماغ والأعصاب للأطفال إلى سلسلة من العمليّات الجراحيّة لإصلاح الخلل في القناة العصبيّة (القَيلة العصبية)، ومع تطوُّر العلم والطب فإنّ مثل هذه الحالات قد يتّم إخضاعها للحل الجراحي أثناء فترة الحمل من خلال عمليّة تستهدف إغلاق الشق في العمود الفقري وإعادة النخاع الشوكي لمكانه، لكنّ هذا الخِيار قد لا يكون مفضّلًا لدى البعض من الأمهات، ممّا يستدعي انتظار قدوم المولود عبر جراحة قيصيريّة -غالبًا- لتُجرى العملية بعد الولادة بما يُقارب 24 إلى 48 ساعة كأقصى حد لإعادة الكيس السحائي النخاعي لمكانه وإغلاق الشّق جيدًا.

أحيانًا قد يظهر على الطفل أيضًا مُضاعفات أُخرى تستدعي علاجها عبر إجراءات جراحيّة مثل استسقاء الدماغ (تضخُّم الرأس بسبب تراكم السوائل حول الدماغ) الذي يُرافق ما يُقارب 50% من حالات القيلة العصبيّة، ممّا يحذو بالجرّاحين تركيب وصلة بُطينيّة صِفاقيّة (تحويلة دماغيّة) لتصريف السوائل المُتراكمة وتخفيف الضغط على الدماغ.

يتبع هذه العملية سلسلة أُخرى من العمليات على فترات عمريّة مختلفة حسب الحالة، إذ إنّ المريض يخضع لتداخلات جراحيّة تشتمل على كل من:

  • المثانة؛ إذ إنّ كثير من حالات القيلة العصبية تتسبّب في عدم ارتباط المثانة بأعصاب مكتملة ومتطورة ممّا يؤدي إلى انعدام السيطرة على عمليّة التبوُّل، بالتالي الحاجة لوصل مثانة الطفل مع أنابيب قسطرة لتصريف البول.
  • عظام الطرف السفلي والعمود الفقري؛ فقد يُعاني المريض أيضًا من تقلُّص في أطرافه السفلية وعدم القدرة على تحركيها، إضافة إلى إصابته بالجَنَف (تقوُّس العمود الفقري) ممّا يستدعي إجراء سلسلة من العمليات الجراحيّة لإصلاح هذه المشاكل أو تخفيف ضررها على الأقل.
  • الجلد في الأماكن التي تتعرّض للضغط بسبب طول المكوث في السرير، إذ إنّها تُصاب بما يُعرَف بتقرُّحات الضغط ما يستوجب إجراء مجموعة من العمليات التجميلية لإزالة الجلد المُتضرّر وتصحيح المظهر العام له قدر المُستطاع.
  • الأمعاء؛ إذ إنّ عدم قدرة الأعصاب المُغذيّة للأمعاء على أدائها لوظائفها بشكلٍ سليم قد يُسبّب مشكلة سلَس البُراز للطفل المُصاب.

مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #القيلة النخاعية السحائيّة #اختلالات الجهاز العصبي #الصُلب المشقوق #اختصاصيي جراحة الدماغ والأعصاب #القيلة العصبية

الشقيقة، الأسباب والعلاج

تُعرّف الشقيقة أو الصُداع النِصفي بأنّها أحَد آلام الرأس التي تتركّز في جانب واحد منه، بحيث يكون ألَمًا نابضًا لا يُحتَمل أحيانًا، وهو يُصيب النّساء بمعدّل أكبر من إصابته للرجال، إذ تُصاب واحدة بين كُل خمس نِساء بالشقيقة بينما يُصاب واحد بين خمسَة عَشَر من الرجال، تختلف حدّة الأعراض ونوعها من شخص لآخر، وأحيانًا تختلف الأعراض بين نوبة الصُداع والأُخرى للشخص الواحد.

قد تستمرّ نوبة الشقيقة بين 4 ساعات إلى 72 ساعة مُتواصلة، لا يستطيع خلالها المريض أداء أعماله على الصورة المطلوبة وأحيانًا يحتاج فقط للبقاء مُستلقيًا بعيدًا عن الأضواء وأصوات الضجيج التي قد تزيد الأمر سُوءًا.

أنواع الشقيقة

يندرج تحت مُسمّى الشقيقة العديد من الأنواع التي تمّ تصنيفها من قِبَل جمعية الصُداع الدوليّة ثم اعتمادها من منظمّة الصحّة العالميّة؛ وذلك بِغَرض تسهيل مهمّة التشخيص وإيجاد العلاج الأنسب. وقد كانت الأعراض المُرافقة لكل نوع من أنواع الصداع هي مفتاح التصنيف، مثلًا للشقيقة نوعان شائعان، هُما:

  • الشقيقة المسبوقة بهالة؛ ويُقصَد به الصُداع النّصفي المَسبوق بأعراض ودلالات تحذيريّة تُنذِر بقرب الإصابة بأحَد هجمات الشقيقة، مثل رؤية ومضات ضوئيّة.
  • الشقيقة غير المسبوقة بهالة؛ وهو النّوع الأكثر شُيوعًا حيث لا يُعطَى المُصاب فُرصة التنبؤ بالشقيقة، فلا يسبقها أي أعراض تحذيريّة.

الأسباب والعوامل التي تُحفّز الإصابة بالشقيقة

يُعتبَر سبب الإصابة بالشقيقة غير معروفًا للأطبّاء بشكل دقيق، لكنّ التفسيرات تتمحور حول حدوث تغييرات في الدماغ سببها تغييرات جينيّة تنتقل من الآباء للأبناء، إذ يبدأ الألَم المُصاحب للشقيقة عندما تقوم الخلايا العصبيّة النشِطة جدًا بإرسال إشارات لتنشيط العصب ثلاثي التوائم (العصب الخامس)، ممّا يؤدّي إلى إفراز مواد كيميائيّة معيّنة مثل السيروتونين وكالسيتونين، وهذه الأخيرة تتسبّب بانتفاخ الأوعية الدمويّة التي تُغطّي الدماغ ما ينجُم عنه ألَم وتهيُّج بسبب إطلاق الناقلات العصبيّة.

يُمكن لمجموعة من العوامل أن تُحفّز الإصابة بالشقيقة، أهمّها:

  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بكثرة، أو الإقلاع عنها، لكن من الطريف أن يكون الكافيين نفسه علاجًا لبعض نوبات الشقيقة الحادّة أو الوجيزة لدى البعض الآخر.
  • القلق والتوتر؛ إذ إنّ لهما القدرة على إحداث تغييرات على الأوعية الدمويّة نتيجة إطلاق الدماغ لبعض المواد الكيميائيّة التي تُفرَز في حالات التوتر.
  • عدم تناول الوجبات الغذائيّة المُعتادة.
  • تغييرات على المناخ، مثلًا الرياع العاتية، والتغييرات على الضغط الجوّي قد تكون حافزًا للإصابة بالشقيقة.
  • أنواع معيّنة من الأطعمة، مثل: الجُبن المعتّق، بعض مُضافات الطعام كالنترات والغلوتامات أُحاديّة الصوديوم.
  • الدورة الشهريّة.
  • تغييرات بنظام النّوم المُعتاد.
  • الشعور بالتّعب والإرهاق الشديدين.

الأعراض

قد تترافق الشقيقة مع بعض الأعراض التي تختلف حسب المرحلة، وغالبًا ما تُقسَم مراحل الشقيقة إلى أربعة أقسام كالتالي:

  • مرحلة ما قبل هجمة الشقيقة (البادرة): تسبِق هذه المرحلة الإصابة بالشقيقة، بحيث يشعر المريض بمجموعة من الأعراض التحذيريّة قبل 24 ساعة تقريبًا، منها:
  • تقلُّبات في المِزاج.
  • احتباس السوائل.
  • ارتفاع معدّل الحاجة للتبوُل.
  • زيادة الشهيّة للطعام.
  • التثاؤب المُستمرّ.
  • مرحلة الهالة (قبل أو أثناء الإصابة بالشقيقة)، وتشتمل على الأعراض التالية:
  • رؤية أضواء أو ومضات ساطعة.
  • ضعف في العضلات.
  • رؤية ما يُشبه الخطوط المُتعرّجة.
  • مرحلة الصُداع: حيث يُصبح شديدًا بشكل تدريجي، ويشعر المريض ببعض الأعراض الأُخرى، مثل:
  • ألَم نابض في جانب واحد من الرأس.
  • زيادة الحساسيّة للضوء، الروائح والضجيج.
  • الاستفراغ والغَثَيان.
  • زيادة مستوى الألَم عند الحركة، السُعال أو العُطاس.
  • مرحلة ما بعد الصُداع: غالبًا يشعر المريض ببعض الأعراض التالية لصُداع الشقيقة مثل: الشعور بالإنهاك والضّعف والارتباك، لكنّها تزول في غُضون يومٍ واحد.

العلاج

تتعدّد طُرق العلاج المُتوافرة لتخليص المَرضى من الشقيقة وآلامها المُزعجة، لكن قبل انتقال المريض للاعتماد على الأدوية والحُلول الأُخرى يُمكن أن يكون هو طبيب نفسه ويتمكّن من السيطرة على نوبات الشقيقة من خلال تتبُّع المُسبّبات والعوامل التي تُحفّز هذا النوع من الصداع وتجنُّبها، وقد تشتمل طُرق علاج الشقيقة على الخِيارات الآتية:

  • تغيير بعض العادات اليوميّة وتجنُّب مُحفّزات الشقيقة؛ إذ يُمكن أن يتتبّع المريض العوامل التي قد تُحفّز الإصابة بالشقيقة ويتجنّبها، مثل:
  • الحِفاظ على جدول منتظم لتناول الطعام والنّوم.
  • الابتعاد عن مُسبّبات التوتر والقلق.
  • شُرب كميّات وافرة من الماء.
  • ممُارسة بعض التمارين الرياضيّة مثل اليوغا وغيرها؛ فهي تُساعد على الاسترخاء.
  • الابتعاد عن الأطعمة التي قد تُحفّز من الإصابة بالصداع، مثل: الجُبن المُعتّق، الشوكولاتة، الحلوى المُصنّعة وغيرها.
  • تناول مُسكّنات الألَم، ويُنصَح بأخذها حال الشعور بالأعراض المُبكّرة للشقيقة لتجنُّب تطوُّر الألَم، وتُعدّ الأدوية التالية أحَد أكثر مُسكّنات الألَم فاعليّة: نابروكسين، ايبوبروفين وأسيتامينوفين.
  • الإجراء الجراحي: ظهر في الآونة الأخيرة علاج جديد يُعرَف بالبوتوكس لعلاج الشقيقة لأولئك الذين لا تستجيب أجسامهم للأدوية والعلاجات الأُخرى، حيث يقوم جرّاح الدماغ والأعصاب بحَقن الفُروع الحسيّة خارج القَحف التابعة للعصَب النخاعي الرقبي والعصَب الخامس (ثلاثي التوائم) بالبوتوكس -مادة توكسين البوتولينوم- ممّا يُساعد على تخفيف الضغط على هذه الأعصاب وبالتالي يُخفّف آلام الشقيقة وربمّا يُخلّص المريض منها وِفقًا لدراسة صدرت في 2014.
  • العلاجات الطبيعيّة، يُمكن لبعض الأعشاب والزيوت الطبيعيّة أن تُعطي مفعولًا جيدًا للتخفيف من ألَم الشقيقة، تاليًا بعضًا من هذه العلاجات التي سبق وخضعت للبحث وتمّ توثيقها:
  • زيت اللافندر: استنشاق هذا الزيت لمدّة 15 دقيقة أثناء نوبة الشقيقة يُساعد في سرعة التخلُّص من الألَم والصُداع، وفق دراسة أُجريت في العام 2012.
  • زيت النعناع: وَضع القليل من زيت النعناع على الجبهة والصّدغين قد يحُد من الإصابة بنوبات الشقيقة، وفق دراسة أُجريت في العام 2010.

مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #الشقيقة #الصُداع النّصفي #جرّاح الدماغ والأعصاب #البوتوكس لعلاج الشقيقة

تعرف على أسباب السكتة الدماغية

السكتة الدماغية هي عبارة عن نقص في تدفّق الدم وتغذيته إلى أحد أجزاء الدماغ والذي يؤدي إلى موت الخلايا، يؤدي هذا إلى ألّا يعمل جزء من الدماغ بشكل سليم، وقد تشمل علامات وأعراض السكتة الدماغية عدم القدرة على تحريك أو الشعور بأحد أطراف الجسم، ومشاكل الفهم أو الكلام، والشعور بالدوران، وعدم القدرة على رؤية جانب واحد من المجال البصري.

غالبًا ما تظهر الأعراض خلال وقت قصير من حدوث السكتة الدماغية. إذا استمرت الأعراض لأقل من ساعة أو ساعتين تُعرَّف الحالة كنوبة نقص تروية عابرة، قد يرافق السكتة الدماغية النزفية صداع شديد، وقد تكون أعراض السكتة الدماغية دائمة وقد تشمل المضاعفات طويلة الأمد الالتهاب الرئوي أو فقدان السيطرة على المثانة البولية.

وقام فريقنا بجمع المعلومات عن أنواع وأسباب وأعراض السكتة الدماغية ليعرضها لكم في هذا المقال، آملين أن يكون ذو فائدة.

أنواع وأسباب السكتة الدماغية

هناك ثلاثة انواع رئيسة للسكتات الدماغية، وتختلف هذه الانواع باختلاف الأسباب كما يلي:

  1. نوبة نقص تروية عابرة: وهي ظهور أعراض الجلطة الدماغيّة لفترة مؤقّتة نتيجة نقص إمدادات الدم لجزء من الدماغ؛ بسبب انسداد أوعية دمويّة بوساطة خثرة، وعادة ما تستمر هذه الحالة لمدة لا تزيد عن الخمس دقائق، ويجب مراجعة الطوارئ حتى لو اختفت الأعراض، لأنّ هذا يعني احتمالية حدوث جلطة دماغية مستقبلاً.

  1. الجلطة الدماغية الإقفارية: حوالي 85% من الجلطات الدماغيّة هي جلطات دماغية ناتجة عن نقص تروية الدماغ، وتحدث هذه الجلطة عند انسداد شرايين الدماغ أو تضيّقها، مما يؤدّي إلى حدوث نقص تروية في الجزء الذي تغذّيه هذه الشرايين.

وتنقسم الجلطة الدماغية الإفقارية بدورها إلى حالتين:

  • السكتة الدماغية التخثرية: تحدث الإصابة بالسكتة الدماغية التخثرية عندما تتكون خَثرات دموية (الخَثرات) في أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم، قد تنجم الخَثرات الدموية عن رواسب دهنية (لويحات) تتراكم في الشرايين وتسبب انخفاضًا في تدفق الدم (تصلب الشرايين) أو حالات أخرى بالشرايين.

  • السكتة الدماغية الصمية: تحدث الإصابة بالسكتة الدماغية الصمية عندما تتكون خَثرات دموية أو غيرها من الحطام بعيدًا عن الدماغ — عادة في القلب — وتجتاح من خلال مجرى الدم لتسكن في الشرايين الأضيق التي توصل الدم إلى الدماغ. ويسمى هذا النوع من الخَثرة الدموية بالصمة.

  1. الجلطة الدماغيّة النزفيّة: وتحدث هذه الجلطة عندما تتعرّض أحد الأوعية الدمويّة في الدماغ إلى التمزّق، ونزيف الدماء من الوعاء الدمويّ إلى المادة الدماغيّة، وتحدث هذه الحالة نتيجة أي سبب يؤدّي إلى التأثير في الأوعية الدمويّة منها: ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، والاستخدام المفرط لمضادات التخثّر، أو نتيجة تمدّد الأوعية الدمويّة الدماغية.

أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية

من العلامات التكثر شيوعة للإصابة بالسكتة الدماغية هي:

  • صعوبات في المشي: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، فقد يتعثر، يشعر بدوخة، يفقد توازنه أو يفقد قدرة التنسيق (بين الحواس، الحركة والكلام)

  • صعوبات في التكلّم: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، فقد يصبح كلامه متثاقلا أو قد يفقد القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما يحدث له ومعه (الحُبْسَة، أو فقدان اللغة)، حاول تكرار جملة بسيطة. إذا لم تستطع فعل ذلك، فمن المحتمل أنك مصاب بسكتة دماغية .

  • شلل أو اخدِرار في جانب واحد من الجسم: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، قد يفقد الإحساس، أو يشعر بشلل نصفي (شلل في جانب واحد من الجسم)

  • صعوبات في الرؤية: إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية، فقد يعاني من تشوّش الرؤية بشكل فجائيّ، قد يفقد الرؤية للحظات قليلة>

  • الصداع: الصداع الذي يظهر فجأة ودون سابق إنذار، أو الصداع غير العادي، الذي قد يكون مصحوبا بتشنّج في الرقبة، آلام في الوجه، آلام بين العينين، تقيؤ فجائيّ أو تغيرات في الحالة الإدراكية، هذا كله قد يدل في بعض الأحيان، على الإصابة بالسكتة الدماغية.

والآن بامكانك عزيزي القارئ زيارة موقعنا الالكتروني من هنا، والاطلاع على العديد من المقالات التي تتضمن مواضيع طبية مختلفة، باللإضافة إلى قدرتك على حجز موعدك لدى أفضل أطباء الدماغ والأعصاب في الأردن.


مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #السكتة الدماغية #صداع الراس #دكتور دماغ وأعصاب

الشقيقة وعلاجها

نسمع كثيرًا عن مرض الشقيقة، ,عن معاناة بعض الناس مع هذا المرض وتغيبهم عن المناسبات بسببه، ومع أن هذا المرض شائع، فليس كل ألم في الرأس هو شقيقة. وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع الشقيقة.

الشقيقة

يُمكن أن تُسبب الشقيقة ألم نبضي شديد أو على شكل ضربات ويكون على جانب واحد من الرأس. ويترافق غالبًا مع الغثيان والتقيؤ وحساسية شديدة للضوء والصوت. قد تُسبب هذه النوبات ألم كبير يستمر على مدار ساعات إِلي أيام، ويُمكن أن يكون الألم شديد جدًا بحيث يُسبب إعاقتك. كما قد تحدث العلامات التحذيرية قبل ألم الصداع أو تتزامن مع حدوثه، وهي تتضمن الومضات الضوئية والبقع العمياء أو التنميل بجانب واحد من الوجه أو في الذراع أو الساق. كما قد تُفيد الأدوية في الوقاية من بعض أنواع الشقيقة وجعلها أقل إيلامًا، يجب أن تتحدث إلى طبيبك عن الخيارات العلاجية في حال لم تتكمن من العثور على ما يُسعفك. وقد يُفيد الجمع بين الأدوية وعلاجات المساعدة الذاتية والتغييرات على نمط الحياة.

أسباب وعوامل خطر الشقيقة

موضوع الصداع، بشكل عام، لا يزال غير مفهوم كليا، لكن بعض الباحثين يعتقدون أن مسبب الشقيقة هو التغييرات الحاصلة في عمل العصب الثلاثي التوائم بالإضافة إلى خلل في توازن المواد الكيماوية بالدماغ ومن بينها السيروتونين والذي يعمل كمنظم لنقل اشارات الألم في هذا المسار.

في الوقت الذي يشعر به المصاب بالصداع تكون مستويات السيروتونين منخفضة. يعتقد الباحثون ان هذا يجعل العصب الثلاثي التوائم يفرز ببتيدات عصبية، تتحرك نحو غشاء الدماغ الخارجي (السحايا)، فتؤدي إلى توسع والتهاب الأوعية الدموية. والنتيجة حدوث الصداع.

ومن العوامل التي تحفز النوبات وبغض النظر عن الآلية التي تؤدي للشعور بالصداع، هناك عوامل يمكنها أن تخفي آلام الرأس.

ومن بينها يمكن أن تشمل محفزات الشقيقة المنتشرة: تغيرات هورمونية، أو أنواع أطعمة معينة، التوتر، أو مثيرات حسية، تغييرات في نمط النوم والاستيقاظ، عوامل جسدية، تغييرات بيئية وأدوية. لدى العديد من ال1ن يعانون من الشقيقة هناك تاريخ عائلي للإصابة بها. فإذا كان كلا الوالدين لشخص مصابين بالشقيقة، فعلى الأرجح أن يصاب هو بالمرض أيضًا. حتى الأشخاص الذين عانى أحد والديهم من صداع الشقيقة، معرضون لخطر الاصابة. كما أن الشابات يعتبرن عرضة لخطر الإصابة بالمرض. وفي الواقع، فإن خطر الإصابة لدى النساء يفوق الخطر لدى الرجال بثلاثة أضعاف، وخلال فترة الطفولة، تكون نسبة الإصابة بالصداع لدى البنات والبنين متساوية، بينما تكون النسبة مرتفعة أكثر وسط الشابات بعد جيل المراهقة مقارنة بالشبان. والكثير من النساء اللواتي تعانين من الشقيقة، تشعرن بالصداع في الفترة التي تسبق الحيض أو بعد فترة قصيرة من بدايته، وولهذا قد تحصل تغييرات على الصداع خلال فترة الحمل أو بعد انقطاع الطمث. كما أن الكثير من النساء أشرن إلى حدوث تحسن في حالة الشقيقة، في المراحل المتأخرة من الحمل، فيما أشرن البعض إلى اشتداد الألم خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. والنساء اللواتي تتأثر الشقيقة لديهن من الحمل والدورة الشهرية، يحتمل ازدياد شدة الصداع لديهن عقب استعمال حبوب منع الحمل أو العلاج الهورموني.

أعراض الشقيقة

توجد مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تحدث أثناء الشقيقة، وليس من الضروري حدوثها كلها مع المريض، وتشمل الصداع النابض والذي يبدأ كصداع ويتطور إلى ألم نابض، ومن ثم يتفاقم الألم بالنشاط الفيزيائي، وقد ينتقل من جهة لأخرى في الرأس، ويمكن أن يصيب الجبهة أو يشعر به وكأنه يشمل كامل الرأس. بالإضافة إلى الحساسية للضوء والضجيج والروائح. والغثيان والتقيؤ وألم البطن مع فقد الشهية والإحساس بالحرارة الشديدة أو البرودة مع الشحوب والتعب بالإضافة إلى الدوخة وتشوش الرؤية والإسهال كما قد تحدث الحمى في حالات نادرة.

علاج الشقيقة

قد يقوم المريض ببعض الأمور للتخفيف من أعراض النوبة ومنها الاسترخاء عن طريق رياضات الاسترخاء واليوغا. ونمط النوم بحيث يُفضّل النوم لساعات كافية وبنمط منتظم. والراحة فأخذ قسط من الراحة في غرفة هادئة عند الشعور بالصداع أو وضع كمادات ثلج على الجزء الخلفي من الرقبة ووضع شيء يولّد ضغط خفيف على أماكن الألم. وسجل النوبات فحاول تدوين سجل بأوقات الصداع وتكرارها.

ومن العلاجات البديلة الفعالة في السيطرة على الشقيقة. الارتجاع البيولوجي، العلاج بالتدليك,

والعلاج السلوكي المعرفي. والعلاج بالاعشاب والفيتامنات والمعادن حيث يوجد بعض الأدلة على أن العلاج العشبي قد يكون فعّال في تقليل النوبة في بعض الحالات. وجرعات عالية من فيتامين ب2 قد تمنع أو تقلل من هذه النوبات.

كما أن بعض الذين يعانون من انخفاض مستويات المغنيسيوم في الدم قد يستفيدوا من مكملات المغنيسيوم المستخدمة لعلاج الشقيقة ولكن النتائج كانت مختلطة.


مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #دكتور دماغ وأعصاب #الشقيقة #أعراض الشقيقة

سرطان الدماغ

سرطان الدماغ هو عبارة عن نمو شاذ للخلايا في الدماغ، ولا تعتبر كل أنواع أورام الدماغ سرطان، حيث أن هذه الأورام قد تكون حميدة أو خبيثة، فالأورام الحميدة لا تحتوي على خلايا سرطانية، وبمجرد إزالتها فإنها نادراً ما تعاود النمو، مع هذا، فقد تسبب أورام الدماغ الحميدة مشاكل صحية خطيرة ويمكن أن تصبح خبيثة، أما أورام الدماغ الخبيثة فهي سرطانية، حيث تنمو بسرعة وتهاجم الأنسجة المحيطة وعادة ما تهدد الحياة.

قد تختلف سرعة نمو أورام الدماغ بشكل كبير. يحدد معدل نمو ورم الدماغ وكذلك موقعه مدى تأثيره في وظيفة جهازك العصبي، وتعتمد خيارات علاج ورم الدماغ على نوع ورم الدماغ الذي تعانيه وكذلك حجمه وموقعه.

وقام فريقنا في هذا المقال بجمع المعلومات عن أنواع وأسباب وأعراض سرطان الدماغ، على أن يتم تناول الجوانب الأخرى من هذا المرض في مقالاتنا اللاحقة.

أنواع سرطان الدماغ

هناك أنواع مختلفة لورم الدماغ، ترتبط بحالات مرضية وجسدية مختلفة، وهذه الأنواع هي:

  • الأورام الدبقية: تبدأ هذه الأورام في الدماغ أو في الحبل الشوكي، وتتضمن: الأورام النجمية، والأورام البطانية العصبية، والأورام الأرومية الدبقية، والأورام النجمية قليلة التغصُّن، والأورام الدبقية قليلة التغصُّن.

  • الأورام السحائية: يعرف الورم السحائي بكونه ورمًا يبزغ من الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا)، وأغلب الأورام السحائية ليست سرطانية.

  • أورام العصب السمعي (الأورام الشفانية)، وهذه أورام حميدة تتكون على الأعصاب المتحكمة في التوازن والسمع، والممتدة من أذنك الداخلية إلى الدماغ.

  • أورام الغدة النخامية، وغالبًا ما تكون أورامًا حميدة تتكون في الغدة النخامية في قاع الدماغ. وقد تؤثر هذه الأورام على الهرمونات النخامية بتأثيرات تمس الجسد كله.

  • الأورام الأرومية النخاعية، وتعد هذه أكثر أورام الدماغ السرطانية شيوعًا لدى الأطفال. يبدأ الورم الأرومي النخاعي في الجزء السفلي الخلفي من الدماغ، ويميل للانتشار عبر السائل الشوكي. ويقل شيوع هذه الأورام بين الكبار، لكنها تحدث.

  • أورام الأديم العصبي الظاهر البدائية: تعد أورام الأديم العصبي الظاهر البدائية أورامًا سرطانية نادرة، وتبدأ في الخلايا المضغية (الجنينية) في الدماغ. ويمكن أن تقع بأي مكان في الدماغ.

أسباب الإصابة بسرطان الدماغ

كمختلف أنواع السرطانات، ينتج سرطان الدماغ ىعن نمو شاذ في خلايا جزء معين من الدماغ إلا ان هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الاصابة بهذا النوع من السرطانات، وهذه العوامل هي:

  • العلاج الإشعاعيّ المستخدم لعلاج سرطان الدّماغ من الممكن أن يزيد من احتماليّة ظهور أورام الدّماغ بعد 20 أو 30 سنة قادمة.

  • بعض الأمور الوراثيّة، والتي من الممكن أن تزيد من احتماليّة الإصابة بسرطان الدّماغ، ومنها: الورم العصبي الليفي، ومتلازمة فون هيبل- ليندو، ومتلازمة، ومتلازمة الأورام الليمفاويّة التي تظهر في الدّماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، وترتبط أحياناً بالإصابة بفيروس Epstein-Barr.

  • التعّرض للأشعة في أماكن العمل، أو لمصادر الطاقة، والتعرض لإصابات الرّأس الخطيرة

  • العلاج الهرموني، لم يثبت حتى الآن وجود دور لها كمصدر خطر أو سبب في الإصابة بسرطان الدّماغ، كما وجدت الدّراسات أنّ التعرّض لأشعّة الهواتف الخلويّة وأجهزة بثّ الإنترنت آمنة، ولا تزيد من نسبة خطورة الإصابة بسرطان الدّماغ.

أعراض الإصابة بسرطان الدماغ

نذكر من العلامات الأكثر شيوعا لهذا المرض ما يلي:

  • بداية الشّعور بالصّداع بشكل متكرّر، أو حدوث تغيّر في نمط الصّداع، بحيث يصبح الصّداع متكرّراً وغير قابل للاحتمال.

  • الغثيان أو القيء في وقت مبكر خاصّة في الصّباح، وذلك بشكل متكرّر وغير مبرّر.

  • مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية الضّبابية، وفقدان الرّؤية المحيطيّة، وفقدان تدريجي في الإحساس والحركة بالأيدي والأرجل، مع الإحساس بتنميل أو وخز في الذّراعين أو السّاقين.

  • ضعف التوازن ووجود خلل واضح فيه لدى المريض، وظهور مشكلات في النّطق لم تكن موجودة مسبقاً، تغيرات في المزاج والشّخصية، أو عدم القدرة على التّركيز، وتشتُّت أفكار المريض بشكل واضح.

  • مشاكل في الذاكرة، وتغيرات تدريجيّة في القدرات الفكريّة أو العاطفيّة.

والآن بامكانك عزيزي القارئ زيارة موقعنا الالكتروني من هنا، وحجز موعد لدى أفضل أطباء الدماغ والأعصاب في الأردن.


مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #سرطان الدماغ #أعراض سرطان الدماغ #مشاكل في الذاكرة

تقنية "جاما نايف" بديلًا عن مشرط الجراح في استئصال بعض أورام الدماغ

نظرًا لأهميّة حياة الإنسان وللتطلُّع الحثيث للوصول لأعلى معايير الصحة وسلامة العَيش فإنّ للحقل الطبّي النصيب الأكبر ممّا يُوليه الباحثين من جهود حول العالم؛ بُغية الوصول للحلول المُرضية والناجحة للكثير من المشاكل الصحيّة التي باتت تهدّد سعادة الكثيرين بحرمانها إياهم من التمتُّع بمباهج الحياة الجمّة

لِذا فإنّ التحدي الأكبر كان دومًا وما زال يتمثّل في التوصُّل لأفضل الوسائل العلاجيّة بالطرق الآمنة، بحيث يُطوى جانب الخوف والقلق من الآثار الجانبيّة المرافقة لكل إجراء علاجي -في غالب الحالات- من عقليّة المريض بالتالي يُصبح خِيار التوجّه للكشف عن أي مرض أو مشكلة صحيّة ومن ثم تلقّي العلاج أمرًا سهلًا وغير مُربك للمرضى بشكلٍ عام.

ولعلّ من أهمّ التقنيات الطبيّة التي تمّ التوّصل لها ما يُعرَف بِــــسكين أشعة جاما أو ما يُشاع "جاما نايف"؛ والتي دخلت حيّز التطبيق منذ ثمانينيّات القرن الماضي وتمكّنت من تقديم حل علاجي مختلف لعدد من الأمراض والمشاكل الصحيّة، لعلّ أبرزها:

أورام الدماغ الحميدة والخبيثة مثل أورام الغدة النخاميّة، أورام العصب السمعي والأورام الانتقاليّة التي تصِل إلى الدماغ بعد إصابتها لعضو آخر في الجسم.
مرض الباركنسون (الشلل الرُعاشي).

ألَم العصَب الخامس.

بعض حالات الصَرَع.

تشوُّهات شرايين وأوردة الدماغ.

ومن إيجابيّات "جاما نايف" أنّها قدّمت حلًّا بديلًا لأولئك غير القادرين صحيًّا للخضوع لعملية جراحيّة بسبب مشاكل التخدير أو نتيجة إصابتهم بأمراض أُخرى مثل أمراض القلب والرئتين وغيرها.

تعتمد تقنية الجراحة الإشعاعيّة المعروفة باسم"جاما نايف" بشكلٍ رئيسيّ على تسليط حزمة من أشعة جاما ثلاثيّة الأبعاد باتجاه الورم تحديدًا، إذ تستطيع هذه الأشعة عبر تركيزها العالي وعند التقائها جميعًا في الورم المُستهدف اختراقه والقضاء عليه -بنسِب نجاح مختلفة- دون الإضرار بالأنسجة السليمة المحيطة به وهو ما يدُل على دقّتها العالية. وتقدّم "جاما نايف" خِيارًا جيدًا جدًا للجراحين في حالات تكوُّن الأورام في أماكن يصعُب الوصول إليها عبر الجراحة التقليديّة، مثل قاع الدماغ.

وتحتّل تقنية "جاما نايف" هذا المركز المتقدّم في الاهتمام والإقبال نتيجة ميّزاتها العالية والكثيرة، مثل عدم الحاجة إلى إحداث أي شقّ في الرأس بالتالي تجنُّب أي مشاكل تتعلّق بالنّزف الدموي جرّاء جرح العملية الاعتيادي، وعدم التعرُّض لأي من المُضاعفات الأُخرى التي قد تترافق مع معظم العمليات الجراحيّة التقليديّة، لعلّ أهمّها الألَم الذي يؤرّق الكثير من المرضى في الفترة التالية لأي عمليّة، لكن تقنية "جاما نايف" تُتيح للمريض فرصة العودة إلى منزله في نفس اليوم بعد ساعاتٍ من الإجراء وكذلك ممارسة نشاطاته اليوميّة بالكيفيّة التي اعتاد عليها قبل الخضوع لهذا الإجراء

يُعد الأردن أحَد دول المنطقة التي تسعى حثيثًا لمواكبة جديد الطبّ في كل المجالات، فقد كانت رائدة في استخدام تقنية "جاما نايف" عبر اعتمادها على كادر طبّي مؤّهل تمكّن من معالجة آلاف الحالات باستخدام هذه التقنية بنجاح منذ العام 1996 ليكون من أوائل الدول على مستوى الشرق الأوسط التي استطاعت الاعتماد على "جاما نايف" في علاجها لأورام الدماغ المختلفة بنسَب نجاح عالية. وبتوفيقٍ من الله أولًا ثم التطوُّر الطبي الملحوظ نتيجة الجهود المكثّفة لكل الجهات المعنيّة ثانيًا فإنّ الاردن قد بات قِبلةً للأشقّاء العرب من كل الأقطاب، الذين باتوا يقصدونه لغاياتٍ علاجيّة وأُخرى تشخيصيّة، ولعلّ قصة الشاب السعودي أ.ت تُعدّ مثالًا واقعيًا على ذلك، فقد كان يُعاني من ألَمٍ شديد استمرّ لما يُقارب 4 سنوات كان يعتقد خلالها بأنّ ذلك ما هو إلّا نتيجة ألم العصب الخامس كما تمّ تشخيصه، وبأنّه قد يجد العلاج المناسب في الاردن إذا ما أراد التخلُّص من هذا الألَم المزعج؛ وذلك من خلال استخدام تقنية "جاما نايف" لدى أمهر الأطباء هناك، وبعد طول العناء مع الألَم عَزَم أ.ت على البدء برحلة العلاج هذه، حيث قادته محرّكات البحث على الإنترنت للشبكة الطبيّة "طبكان" التي سهّلت عليه تحديد وِجهته من خلال تقديم الحلول الأنجح بدءًا من توجيهه لاختيار الطبيب الأنسب انتهاءً بتقديم التسهيلات المختلفة منذ لحظة وصوله للأردن إلى حين انتهاء زيارته بعد العلاج.

وممّا تجدر الإشارة له في قصة العلاج هذه بأنّ الأطبّاء في الاردن كان لهم رأيهًا مغايرًا في تشخيص حالة المريض، فقد أظهرت الفحوصات التشخيصيّة بأنّ المريض لا يُعاني من ألم العصب الخامس إنمّا تبيّن بأنّ كل هذا الألَم الذي يُعاني منه هو نتيجة وجود ورَم (تبيّن فيما بعد بأنه حميد)، ممّا غيّر مسار خطّة العلاج بشكل كليّ، وعلى الرغم من هذه النتائج غير السارّة نوعًا ما للمريض وذوييه إلّا أنّها وضعتهم أمام حقيقة حالته وكشفت له السبب الرئيسي وراء شعوره بالألَم ممّا سيُسهّل الآن اتّخاذ القرار الأنسب لحل مشكلته وتخليصه من الألَم بشكلٍ كامل بحول الله.


مشاهدة المزيد

مشاهدة المزيد #دكتور جراحة الدماغ والأعصاب #جراحة الدماغ والأعصاب #استشارة اونلاين مع جراح الدماغ والأعصاب